الدور العقائدي والتربوي البنّـاء للبداء
اتّضح مما سبق أن البداء معنى قرآني متداول لدى المسلمين جميعاً، وأن الإمامية لا يمتازون على سائر المسلمين إلا في التسمية التي يُفهم منها خطأً نسبة الجهل الى الله سبحانه وتعالى، وقد اتضح عدم صحة هذه النسبة ويهمنا الآن أن نطرح جانباً آخر من البحث، وهو أهمية فكرة البداء بالنسبة الى عقيدة الإنسان المسلم. فإن الأفكار توزن باُسسها العلمية وأدلتها المنطقية تارة، وبجدواها وثمرتها من جهة اُخرى. وفي موضوع البداء قد يقال على وجه الاستفهام، إذا كان الجعل الأول سوف لا يأخذ دوره الى الواقع، بل سينتهي الى الإلغاء فما الفائدة من الأخبار عنه؟ وماهي الثمرة المترتبة على الاعتقاد بالبداء حينئذ؟
والجواب: أن الاعتقاد بالبداء ينطوي على أهمية فائقة من جهتين: جهة عقائدية وجهة تربوية.
أما الجهة العقائدية فيكفينا كلام العلاّمة المجلسي، حيث كتب يقول: «إنّهم(عليهم السلام) إنّما بالغوا في البداء ردّاً على اليهود الذين يقولون: إن الله قد فرغ من الأمر وعن النظام، وعلى بعض المعتزلة الذين يقولون إن الله خلق الموجودات دفعة واحدة على ماهي عليه الآن من معادن ونبات وحيوان وإنسان ولم يتقدم خلق آدم على خلق أولاده، والتقدم إنّما يقع في ظهورها لا في حدوثها ووجودها. وإنّما أخذوا هذه المقالة من أصحاب الفلاسفة القائلين بالعقول والنفوس الفلكية، والقائلين بأن الله تعالى لم يؤثر حقيقة إلا في العقل الأول، فهم يعزلونه تعالى عن ملكه، وينسبون الحوادث إليها لا الى الباري عز وجل»[17].
بمعنى أن تأكيد الأئمة(عليهم السلام) على البداء، جاء لإبطال كل فكرة تجعل قدرة الله ومشيئته سبحانه وتعالى محدودة بحد معين، وإثبات أنها حقيقة مطلقة من كل الجهات حتى من جهة القدر الذي يقدره الله سبحانه وتعالى بنفسه في عالم التكوين والخلقة والتدبير والربوبية، وأن تقدير الله سبحانه وتعالى لهذه الأقدار لا يجعله مسلوب الارادة والاختيار أزاءها.
كما أن البداء جاء للتأكيد على اختيار الإنسان وإرادته من خلال بيان أن القدر الإلهي فيه لوح محفوظ لا يقبل التغيير، ولوح آخر هو لوح المحو والإثبات الذي قد قدّره الله سبحانه وتعالى منذ البدء قابلاً للتغيير، تبعاً لما يقوم به الإنسان من أعمال في دار الدنيا.
وكأن عقيدة البداء جاءت تكملة لعقيدة القضاء والقدر، فلكي يُدفع الغلو والإفراط في عقيدة القضاء والقدر ، ولا تؤخذ بمعنى يسلب الاختيار عن الله سبحانه وتعالى وعن الإنسان ، كان لابد من تتميمها بعقيدة البداء التي جاءت لتؤكد أن القدر لا يصل حد سلب الاختيار عن الله، ولا سلب الاختيار عن الإنسان.
ومن الجهه التربوية نلاحظ أن عقيدة البداء ذات أثر تربوي بنّاء في حياة الإنسان، وقد بيّن العلاّمة المجلسي هذا الأثر في تتمة كلامه السابق عن أسباب تأكيد الأئمة(عليهم السلام) على البداء، حيث ذكر أولاً الفائدة العقائدية التي ذكرناها، وعطف عليها بذكر الفائدة التربوية حيث استمر، يقول: «فنفوا(عليهم السلام)ذلك وأثبتوا أنّه تعالى كل يوم في شأن من إعدام وإحداث آخر وإماتة شخص وإحياء آخر الى غير ذلك، لئلا يتركوا العباد التضرع الى الله ومسألته وطاعته، والقرب إليه بما يصلح اُمور دنياهم وعقباهم، وليرجوا عند التصدق على الفقراء، وصلة الأرحام، وبر الوالدين والمعروف والاحسان ما وعدوا عليها من طول العمر وزيادة الرزق».
ومن هذه الجهة تكون عقيدة البداء مساوقة في إيجابيتها لعقيدة التوبة وشروط قبولها عند الله، فكما أن للتوبة أثراً إيجابياً في بناء الإنسان ومن جهة غلق منافذ اليأس والقنوط ، وفتح أبواب الأمل والرجاء، وخلق روحية التغيير والاستعداد للصلاح، كذلك للبداء هذا الأثر في حياة الإنسان، بل البداء لازم من لوازم التوبة وأمثالها من الأعمال، فإن من لوازم التوبة أن يعتقد التائب بأن قلم الله سبحانه وتعالى لم يجف بعد في لوح المحو والإثبات، فله سبحانه أن يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء ويسعد من شاء ويشقي من شاء حسب ما يتحلى به العبد من مكارم الأخلاق وبصالح الأعمال أو يرتكب من طالح الأعمال، وليست مشيئته سبحانه جزافية غير تابعة لضابطة حكيمة، بل لو تاب العبد وعمل بالفرائض وتمسّك بالعصم خرج من صفوف الأشقياء ودخل في عداد السعداء، وبالعكس.
وفي اطار ذلك كله نستطيع أن نفهم معنى كلام الأئمة(عليهم السلام)بأنه «ما عبدالله بشيء مثل البداء»[18] و «وما عُظّم الله عزّ وجل بمثل البداء»[19] و «ما بعث الله نبيّاً حتى يأخذ عليه ثلاث خصال، الإقرار بالعبودية وخلع الأنداد، وأن الله يقدّم ما يشاء ويؤخّر ما يشاء»[20].
أسئلة حول الاعتقاد بالبداء
وهنا تطرح أسئلة تستحق الإجابة الوافية وهي:
1 ـ إن القول بالبداء يؤدي الى صدور اللغو منه تعالى، فإنه مع علمه بما سيتحقق لديه من التغيير والبداء يكون الإخبار بالجعل الأول لغواً؟
والجواب:
إن اللغوية تتصور فيما إذا افترضنا عدم وجود غرض ومنفعة مُتصوّرة من الإخبار بالجعل الأول، وهذا ما لا يمكن إثباته، فمن الممكن أن تكون هناك منفعة وغرض يعود على العبد بفائدة جليلة من ذلك الإخبار.
2 ـ إن النبي أو الإمام إذا أخبر بشيء ثم حصل البداء في تحققه فلابد أن يستند في خبره الأول الى شيء يكون مصدراً لخبره ومنشأً لاطلاعه، فعلى ماذا يعوّل النبي أو الإمام في خبره الأوّل؟
والجواب:
يتطلب بيان مثال، كما لو تناول إنسان السمّ المهلك المؤدي الى وفاته حتماً ، فإنّك إذا شاهدت هذه الحادثة كان بوسعك الإخبار عن تحقق وفاته بعد ساعات وهو إخبار صادق بلحاظ المقتضي الأكيد له، فلو لم يتحقق الموت بسبب طروء مانع غير متوقع كحضور طبيب يعالجه بكفاءة عالية، لا يكون ذلك الإخبار كاذباً، ولا يعد إخباراً بلا مستند وهكذا الأمر في الإخبارات السماوية التي تخبر عن تحقق بعض الاُمور في المستقبل، فإنها صادقة بلحاظ المقتضي المشروط بعدم تحقق المانع، ولا يلزم من هذا الجواب محذور سوى عدم اطلاع النبي أو الإمام بتحقق المانع فيما بعد، فلنقل إن الله سبحانه وتعالى أخبر النبي(صلى الله عليه وآله) بالمقتضي وشاء أن لا يخبره بتحقق المانع فيما بعد لمصلحة تتعلق بالعباد.
3 ـ إن حصول البداء يؤدي الى تعريض النبي أو الإمام الى الاتهام بالكذب؟
والجواب:
إن اتهام النبي أو الإمام بالكذب أمر يقع وزره على مرتكبه، والاتهام إن صدر من كافر فهذا ليس منه بغريب بعدما رفض الإيمان بأصل التوحيد والنبوة والمعاد، وإن صدر من مؤمن بالمفروض أن إيمانه يمنعه من ذلك، فإن لم يمنعه فذلك دليل على ضعف الإيمان عنده.
والمهم أن البداء ليس سبباً منطقياً للاتهام بالكذب، بل إن أكثر حالات البداء كانت مقرونة بما يفيد التصديق، كما في قصة إبراهيم(عليه السلام) لما أُمر بذبح ابنه، فإن الأمر الجديد بالفداء يفيد تصديق الأمر الأول بذبح اسماعيل(عليه السلام) ولولا أن الخبر الأول كان صادقاً لما كان الأمر بذبح الكبش بدلاً عنه فداءاً ، فإن الفداء بمعنى البدل.
الخلاصـة
إنّ البداء (بمعنى تبدّل الرأي) مستحيل على الله تعالى ولا تقول به الإمامية، بل تقول باستحالته وبكفر من يقول به وبلزوم التبرّي منه[21].
نعم، إن البداء المعقول والذي يجب الاعتقاد به هو ما عبّرت عنه الآية القرآنية الكريمة (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده اُمّ الكتاب) ويتجلّى هذا المحو والإثبات في ما يظهره الله من شيء على لسان نبيّه أو وليّه في ظاهر الحال لمصلحة تقتضي الإظهار ثم يمحوه فيكون غير ما قد ظهر أوّلاً مع سبق علمه تعالى بذلك. ويشبه البداء النسخ لأحكام الشرائع السابقة بشريعة نبيّنا محمد(صلى الله عليه وآله)أو نسخ بعض الأحكام التي جاءت بها شريعة نبيّنا(صلى الله عليه وآله)بأحكام تلتها[22].
إنّ من لم يعتقد بهذا النحو من البداء فقد حدَّد قدرة الله وإرادته المطلقة، كما أشار القرآن الكريم الى ذلك في جملة من عقائد اليهود بقوله تعالى: (وقالت اليهود يد الله مغلولة غُلّت ايديهم)[23] . وهذا ما قد تسرّب الى بعض الفرق الإسلامية غير الإمامية
والسلام عليكم ...الموضوع منقول من موقع أهل البيت ولم أذكر المصادر
اتّضح مما سبق أن البداء معنى قرآني متداول لدى المسلمين جميعاً، وأن الإمامية لا يمتازون على سائر المسلمين إلا في التسمية التي يُفهم منها خطأً نسبة الجهل الى الله سبحانه وتعالى، وقد اتضح عدم صحة هذه النسبة ويهمنا الآن أن نطرح جانباً آخر من البحث، وهو أهمية فكرة البداء بالنسبة الى عقيدة الإنسان المسلم. فإن الأفكار توزن باُسسها العلمية وأدلتها المنطقية تارة، وبجدواها وثمرتها من جهة اُخرى. وفي موضوع البداء قد يقال على وجه الاستفهام، إذا كان الجعل الأول سوف لا يأخذ دوره الى الواقع، بل سينتهي الى الإلغاء فما الفائدة من الأخبار عنه؟ وماهي الثمرة المترتبة على الاعتقاد بالبداء حينئذ؟
والجواب: أن الاعتقاد بالبداء ينطوي على أهمية فائقة من جهتين: جهة عقائدية وجهة تربوية.
أما الجهة العقائدية فيكفينا كلام العلاّمة المجلسي، حيث كتب يقول: «إنّهم(عليهم السلام) إنّما بالغوا في البداء ردّاً على اليهود الذين يقولون: إن الله قد فرغ من الأمر وعن النظام، وعلى بعض المعتزلة الذين يقولون إن الله خلق الموجودات دفعة واحدة على ماهي عليه الآن من معادن ونبات وحيوان وإنسان ولم يتقدم خلق آدم على خلق أولاده، والتقدم إنّما يقع في ظهورها لا في حدوثها ووجودها. وإنّما أخذوا هذه المقالة من أصحاب الفلاسفة القائلين بالعقول والنفوس الفلكية، والقائلين بأن الله تعالى لم يؤثر حقيقة إلا في العقل الأول، فهم يعزلونه تعالى عن ملكه، وينسبون الحوادث إليها لا الى الباري عز وجل»[17].
بمعنى أن تأكيد الأئمة(عليهم السلام) على البداء، جاء لإبطال كل فكرة تجعل قدرة الله ومشيئته سبحانه وتعالى محدودة بحد معين، وإثبات أنها حقيقة مطلقة من كل الجهات حتى من جهة القدر الذي يقدره الله سبحانه وتعالى بنفسه في عالم التكوين والخلقة والتدبير والربوبية، وأن تقدير الله سبحانه وتعالى لهذه الأقدار لا يجعله مسلوب الارادة والاختيار أزاءها.
كما أن البداء جاء للتأكيد على اختيار الإنسان وإرادته من خلال بيان أن القدر الإلهي فيه لوح محفوظ لا يقبل التغيير، ولوح آخر هو لوح المحو والإثبات الذي قد قدّره الله سبحانه وتعالى منذ البدء قابلاً للتغيير، تبعاً لما يقوم به الإنسان من أعمال في دار الدنيا.
وكأن عقيدة البداء جاءت تكملة لعقيدة القضاء والقدر، فلكي يُدفع الغلو والإفراط في عقيدة القضاء والقدر ، ولا تؤخذ بمعنى يسلب الاختيار عن الله سبحانه وتعالى وعن الإنسان ، كان لابد من تتميمها بعقيدة البداء التي جاءت لتؤكد أن القدر لا يصل حد سلب الاختيار عن الله، ولا سلب الاختيار عن الإنسان.
ومن الجهه التربوية نلاحظ أن عقيدة البداء ذات أثر تربوي بنّاء في حياة الإنسان، وقد بيّن العلاّمة المجلسي هذا الأثر في تتمة كلامه السابق عن أسباب تأكيد الأئمة(عليهم السلام) على البداء، حيث ذكر أولاً الفائدة العقائدية التي ذكرناها، وعطف عليها بذكر الفائدة التربوية حيث استمر، يقول: «فنفوا(عليهم السلام)ذلك وأثبتوا أنّه تعالى كل يوم في شأن من إعدام وإحداث آخر وإماتة شخص وإحياء آخر الى غير ذلك، لئلا يتركوا العباد التضرع الى الله ومسألته وطاعته، والقرب إليه بما يصلح اُمور دنياهم وعقباهم، وليرجوا عند التصدق على الفقراء، وصلة الأرحام، وبر الوالدين والمعروف والاحسان ما وعدوا عليها من طول العمر وزيادة الرزق».
ومن هذه الجهة تكون عقيدة البداء مساوقة في إيجابيتها لعقيدة التوبة وشروط قبولها عند الله، فكما أن للتوبة أثراً إيجابياً في بناء الإنسان ومن جهة غلق منافذ اليأس والقنوط ، وفتح أبواب الأمل والرجاء، وخلق روحية التغيير والاستعداد للصلاح، كذلك للبداء هذا الأثر في حياة الإنسان، بل البداء لازم من لوازم التوبة وأمثالها من الأعمال، فإن من لوازم التوبة أن يعتقد التائب بأن قلم الله سبحانه وتعالى لم يجف بعد في لوح المحو والإثبات، فله سبحانه أن يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء ويسعد من شاء ويشقي من شاء حسب ما يتحلى به العبد من مكارم الأخلاق وبصالح الأعمال أو يرتكب من طالح الأعمال، وليست مشيئته سبحانه جزافية غير تابعة لضابطة حكيمة، بل لو تاب العبد وعمل بالفرائض وتمسّك بالعصم خرج من صفوف الأشقياء ودخل في عداد السعداء، وبالعكس.
وفي اطار ذلك كله نستطيع أن نفهم معنى كلام الأئمة(عليهم السلام)بأنه «ما عبدالله بشيء مثل البداء»[18] و «وما عُظّم الله عزّ وجل بمثل البداء»[19] و «ما بعث الله نبيّاً حتى يأخذ عليه ثلاث خصال، الإقرار بالعبودية وخلع الأنداد، وأن الله يقدّم ما يشاء ويؤخّر ما يشاء»[20].
أسئلة حول الاعتقاد بالبداء
وهنا تطرح أسئلة تستحق الإجابة الوافية وهي:
1 ـ إن القول بالبداء يؤدي الى صدور اللغو منه تعالى، فإنه مع علمه بما سيتحقق لديه من التغيير والبداء يكون الإخبار بالجعل الأول لغواً؟
والجواب:
إن اللغوية تتصور فيما إذا افترضنا عدم وجود غرض ومنفعة مُتصوّرة من الإخبار بالجعل الأول، وهذا ما لا يمكن إثباته، فمن الممكن أن تكون هناك منفعة وغرض يعود على العبد بفائدة جليلة من ذلك الإخبار.
2 ـ إن النبي أو الإمام إذا أخبر بشيء ثم حصل البداء في تحققه فلابد أن يستند في خبره الأول الى شيء يكون مصدراً لخبره ومنشأً لاطلاعه، فعلى ماذا يعوّل النبي أو الإمام في خبره الأوّل؟
والجواب:
يتطلب بيان مثال، كما لو تناول إنسان السمّ المهلك المؤدي الى وفاته حتماً ، فإنّك إذا شاهدت هذه الحادثة كان بوسعك الإخبار عن تحقق وفاته بعد ساعات وهو إخبار صادق بلحاظ المقتضي الأكيد له، فلو لم يتحقق الموت بسبب طروء مانع غير متوقع كحضور طبيب يعالجه بكفاءة عالية، لا يكون ذلك الإخبار كاذباً، ولا يعد إخباراً بلا مستند وهكذا الأمر في الإخبارات السماوية التي تخبر عن تحقق بعض الاُمور في المستقبل، فإنها صادقة بلحاظ المقتضي المشروط بعدم تحقق المانع، ولا يلزم من هذا الجواب محذور سوى عدم اطلاع النبي أو الإمام بتحقق المانع فيما بعد، فلنقل إن الله سبحانه وتعالى أخبر النبي(صلى الله عليه وآله) بالمقتضي وشاء أن لا يخبره بتحقق المانع فيما بعد لمصلحة تتعلق بالعباد.
3 ـ إن حصول البداء يؤدي الى تعريض النبي أو الإمام الى الاتهام بالكذب؟
والجواب:
إن اتهام النبي أو الإمام بالكذب أمر يقع وزره على مرتكبه، والاتهام إن صدر من كافر فهذا ليس منه بغريب بعدما رفض الإيمان بأصل التوحيد والنبوة والمعاد، وإن صدر من مؤمن بالمفروض أن إيمانه يمنعه من ذلك، فإن لم يمنعه فذلك دليل على ضعف الإيمان عنده.
والمهم أن البداء ليس سبباً منطقياً للاتهام بالكذب، بل إن أكثر حالات البداء كانت مقرونة بما يفيد التصديق، كما في قصة إبراهيم(عليه السلام) لما أُمر بذبح ابنه، فإن الأمر الجديد بالفداء يفيد تصديق الأمر الأول بذبح اسماعيل(عليه السلام) ولولا أن الخبر الأول كان صادقاً لما كان الأمر بذبح الكبش بدلاً عنه فداءاً ، فإن الفداء بمعنى البدل.
الخلاصـة
إنّ البداء (بمعنى تبدّل الرأي) مستحيل على الله تعالى ولا تقول به الإمامية، بل تقول باستحالته وبكفر من يقول به وبلزوم التبرّي منه[21].
نعم، إن البداء المعقول والذي يجب الاعتقاد به هو ما عبّرت عنه الآية القرآنية الكريمة (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده اُمّ الكتاب) ويتجلّى هذا المحو والإثبات في ما يظهره الله من شيء على لسان نبيّه أو وليّه في ظاهر الحال لمصلحة تقتضي الإظهار ثم يمحوه فيكون غير ما قد ظهر أوّلاً مع سبق علمه تعالى بذلك. ويشبه البداء النسخ لأحكام الشرائع السابقة بشريعة نبيّنا محمد(صلى الله عليه وآله)أو نسخ بعض الأحكام التي جاءت بها شريعة نبيّنا(صلى الله عليه وآله)بأحكام تلتها[22].
إنّ من لم يعتقد بهذا النحو من البداء فقد حدَّد قدرة الله وإرادته المطلقة، كما أشار القرآن الكريم الى ذلك في جملة من عقائد اليهود بقوله تعالى: (وقالت اليهود يد الله مغلولة غُلّت ايديهم)[23] . وهذا ما قد تسرّب الى بعض الفرق الإسلامية غير الإمامية
والسلام عليكم ...الموضوع منقول من موقع أهل البيت ولم أذكر المصادر
الثلاثاء يناير 29, 2013 5:43 pm من طرف هــدووء..!
» سجل حضورك اليومي بقراءة سورة العاديات لتحشر مع أمير المؤمنين ع
الثلاثاء يناير 29, 2013 5:40 pm من طرف هــدووء..!
» الانتقال الى موقع جديد ومتطور
الثلاثاء يناير 29, 2013 5:38 pm من طرف هــدووء..!
» آية كريمة جمعت الحروف العربية كلها
الثلاثاء يناير 29, 2013 5:35 pm من طرف هــدووء..!
» من ثانوية الزهراء للمتميزات
الثلاثاء يناير 29, 2013 5:33 pm من طرف هــدووء..!
» قصيدة رثاء في الامام علي (عليه السلام)
الإثنين ديسمبر 31, 2012 1:44 pm من طرف Ali Assqry
» نسب النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)
الأربعاء مارس 30, 2011 2:21 am من طرف حسين عباس
» سران مهمان من اسرار الكيبورد
الجمعة أكتوبر 01, 2010 8:23 pm من طرف عاشق الدون
» العثور على جرادة مكتوب عليها لا اله الا الله
الخميس سبتمبر 16, 2010 7:01 am من طرف مسي
» عيد2010
الجمعة سبتمبر 10, 2010 6:00 am من طرف الملك
» من قصص العرب
الثلاثاء سبتمبر 07, 2010 5:36 am من طرف مسي
» نكات حلوه
الجمعة سبتمبر 03, 2010 11:56 pm من طرف الملك
» اختبر ذكاءك السؤال الاول
الخميس سبتمبر 02, 2010 2:17 am من طرف الملك
» نداء الى ادارة المدرسة او مديرية التربية او اي شخص مسؤول عن ثانوية المتميزين
الأربعاء سبتمبر 01, 2010 11:13 pm من طرف الملك